کد مطلب:58445 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:270
الحمد لله الواحد الاَحد، الفرد الصمد، الذی لم یلد ولم یولد، ولم یكن له كفواً أحد، تعالی عن الصاحبة والولد، واستغنی عن العُدد والعَدد، وتقدّست عن شبه الخلائق صفته، وارتفعت عن مذاهب العقول عظمته، وأعجزت غوامض الفكر جلالته، ووضحت بالشواهد الساطعة حجّته، وظهرت فی كلّ شیء حكمته، أحقَّ الحقَّ بما نصب من أعلامه ودلالاته، وأوضح من حججه وبیّناته، وأبطل الباطل بما أدحض من شبهاته، وأبان عن مشبهاته. وصلّی الله علی عبده المجتبی، ونبیّه المصطفی، خیر الاَنبیاء والمرسلین، وأفضل الاَوّلین والآخرین، البشیر النذیر، الداعی بإذنه والسراج المنیر، سیّد سادات العرب والعجم، محمّد بن عبدالله بن عبد المطلب. وعلی أوصیائه وأصفیائه الاَئمة المهدیّین المرضیّین المنتجبین من اُرومته[1] ، الحافظین لشریعته، المعصومین من كلّ دنس ورجس، المفضَّلین علی كافّة الجنّ والاِنس، الذین ینتجز الموعود یوم المآب [صفحه 34] بإنجازهم، ولا یُجاز الصراط إلاّ بجوازهم، فهم النمرقة[2] الوسطی، من تقدّمهم مرق، ومن تأخّر عنهم زهق، ومن لزمهم لحق، وهم كباب حطّة، ومثل سفینة نوح من ركبها نجی، ومن تخلّف عنها غرق وهوی. وهم خاصّة الرسول صلّی الله علیه وآله وسلّم، وصفوة عترته الذین قرن الله معرفتهم بمعرفته، وجعل محبّتهم فی الوجوب كمحبّته. وهم دعائم الاِسلام، وأئمّة الاَنام، وحجج المهیمن السلام، سرج فی كلّ ظلام، ودرج إلی كلّ مرام. علیهم أفضل الصلاة والسلام مالاح برق واسستهلّ غمام، وتوسّمت الریاض بفرادی نباتها والتوأم. وبعد: فإنّ أشرف الكلام عند الخاصّ والعامّ ما وجّه إلی أشرف من حاز الله له رواء الملك إلی بهاء العلم، وسناء الحلم، وإمضاء الحكم، لا زال مبرّاً علی ملوك الاَرض وولاة النهی والاَمر بما آتاه من علوّ الشأن وجلالة القدر، ومیّزه بجلائل من المجد (ودقائق من الشرف المعد، وخواص من العدل، وعوام من الفواضل والفضل)[3] ، لا یندرج أدناها تحت القدرة والاِمكان، ولا ینال أقصاها بالعبارة والبیان، وهذه صفة الاصفهبذ[4] الاَجلّ (الاَعظم، الملك المؤید العادل)[5] شرف الدینا والدین، ظهیر الاِسلام والمسلمین، (تاج الملوك والسلاطین، عضد الجیوش فی العالمین، قاهر الكفرة والمشركین، قامع العتاة والمتمردین، علاء الدولة، وبهاء الملة، مجد [صفحه 35] الاَُمة، صفوة الخلافة، قطب المعالی)[6] ملك مازندران، خُسرو[7] ایران، اصفهبذ، اصفهبذان، شاه فرشواذكر[8] أبی الحسن علیّ بن شهریار بن قارن نصرة أمیر المؤمنین، أعلی الله شأنه، ونصر سلطانه، وحرس حوباه، وطرّز بالنجح لواه، إذ هو باتّفاق الأویاء والاَعداء، واصفاق القرباء والبعداء، واحد الدهر، وثمال[9] أهل العصر، وغرّة الاَفلاك الدائرة، وعمدة العترة الطاهرة. لا جرم قد ملّكه الله زمام الدهر، وأنفذ حكمه فی البرّ والبحر، وشدّ به أزر الاِسلام، ومهّد له أسباب المعدلة فی الاَنام، وجعل أیّامه للزمان أعیاداً ومواسم، وللاِِقبال مباهج ومباسم، متّعه الله تعالی بجمال هذه الحال، وأدام له فی العباد والبلاد كرائم الاِِفضال، ومواد النوال، بلطفه وطوله وسعة جوده وفضله. ثم إنّ خادم الدعاء المخلص بالولاء وإن سبق فی میدان الفضل فهو عكاشة غایته، وبرز علی فرسان العلم فهو عرابة رایته وإن كان قد قصر وهمه وهمّه، وجمع وكده[10] وكدّه. منذ خطّ الشباب بالمسك عذاره، إلی أن وخط المشیب بالكافور أطراره[11] ـ علی اقنتاء العلوم وجمع أفانینها[12] وضبط قوانینها حتی اصبح مقتطفاً من ثمار النحو والاَدب زواهرها وغررها، مغترفاً [صفحه 36] من بحار اصول الدین وفروعه جواهرها ودررها، فإنّ كلّ فاضل وإن بعد فی الفضل مداه، وبلغ من كلّ علم أقصاه، إذا لم یتشرّف بتقبیل تراب الحضرة العالیة الاِِصفهبذیة العلائیة، أدام الله لها العلو والعلا والسمو والسنا والقدرة والبهاء ولم ینسب إلی جملة خدمها، ولم یحسب فی زمرة حشمها، فهو ناقص عن حیّز الكمال، عادل عن الحقیقة إلی المحال. لاَنـــها الـغـایةُ القُصوی التی عجزتْ ما یـستـحقُّ مـلـوكُ الـدهـر مـرتبةً فـرأیهُ إنْ دَجـا لـــیـلُ الشكوكِ هُدی فـــلـو عداالـكـرمُ الموصوفُ راحتَهُ جلالة الملك أدنی درجاته، وحمایة الدین أقلّ أدواته، وإكرام ذوی الفضل من الاَنام واصطناع الكرام والاِِنعام علی الخاصّ والعامّ أشهر صفاته، فالآمال منوطة به، والهمم مصروفة إلیه، والثناء والحمد والشكر بأجمعها موقوفة علیه، واستقلّ بما عجزت الملوك عن حمل أعبائه، وقام بما قعد الدّهر عن معاناة عنائه، (بهمةّ علیّة)[13] ، وعزیمة[14] علانیة،[15] وعقیدة علویّة، فردّ سمل الدین جدیداً، وأعاد ذمیم الاَیام حمیداً، بحق أوضحه، وباطل فضحه، وهدی أعاده، وضلالٍ أباده: فلا انـتـزعَ الله العدی حـدَ بأسهِ واحـسـنَ عنْ حـبِ الـنبی وآلهِ فـمـا یـدركُ المداحُ ادنی حقوقِهِ [صفحه 37] لاَن ادنی نِعَمِه یستغرق جمیع الشكر، وایسر مننه یفوز مدی الوصف والذكر: فكلّ أروعَ مِن آلِ (الرسول عدا)[16] . فَـلـو أجابَ كـتابَ اللهِ سائـلــهُ ولمّا عاق هذا الدّاعی المخلص عن (ورود الحضرة)[17] العالیة، والوصول منها إلی رواق العز والجلال، والاكتحال بتلك النهجة والجمال عوائق الزحال وعوادی الاُصول[18] أراد أن یخدمها بخدمة تبقی عوائدها علی تعاقب الاَیام وتناوب الشهور والاَعوام، فیؤلّف كتاباً یتضمّن أسامی الاَئمة الهداة والسادة الولاء واُولی الاَمر وأهل الذكر وأهل بیت الوحی، الذین أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهیراً، ویشتمل علی تواریخ موالیدهم وأعمارهم، وطرف من أخبارهم ومحاسن آثارهم، والنصوص الدالّة علی صحّة إمامتهم، والآیات الظاهرة من الله علیهم الشاهدة لتمییزهم عمّن سواهم وإبانتهم عمّن عداهم. ثمّ فكّر فی ذلك وقدّر وتأمّل وتدبّر وقال: إذا كان رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم هو الشجرة وهم أغصانها، والدوحة وهم أفنانها، ومنبع العلم وهم عیبته، ومعدن الحكم وهم خزانته، وشارع الدین وهم حفظته، وصاحب الكتاب وهم حملته، فهو أولی بان یقدّم فی الذكر وتبیّن آیاته الناطقة برسالاته وأعلامه الدالّة علی نبوّته ومعجزاته القاهرة ودلالاته الباهرة. فاستخار الله سبحانه فی الابتداء به، واستعان به فی إتمام ما قصده، [صفحه 38] وسمّاه كتاب إعلام الوری بأعلام الهدی وجعله أربعة أركان: الركن الاَول: فی ذكر رسول الله صلّی الله علیه وآله وسلّم. والركن الثانی: فی ذكر أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام. والركن الثالث: فی ذكر الاَئمة من أبنائه من الحسن بن علی الرضیّ إلی الحسن بن علی الزكی علیهم السلام. والركن الرابع: فی إمامة الاَئمة الاثنی عشر والاِِمام الثانی عشر علیهم السلام. وكلّ ركن منها یتضمّن أبواباً وفصولاً تزهر بما فیها من مكنون العلم ومخزون الحكم، مفصولاً وموصولاً، وإنّ من أولی الاُمور وأصوبها عند الجمهور أن تحلّی مسائل العقائد علی أجلّ معتقدیها، وتعرّض فرائد الجواهر علی أكمل منتقدیها، والمأمول المسؤول من الرّأی العالی أعلاه الله أن یغدق علی هذه الكریمة الجسیمة ویسبل علی هذه الرّسلة العقلیة النیلة جناح القبول، لینال الدّاعی المخلص بذلك غایة المرام ونهایة المأمول فاستخرجت درّة فإنها خیر باكورة جلبت إلی قلوب المؤمنین وأكرم بشارة صبّت علی أذان الغارمین والله تعالی الموفّق للسداد، الهادی إلی الرشاد، وعلیه توكّلت وإلیه اُنیب. [صفحه 39]
بسم الله الرحمن الرحیم
عنْ أنْ تـــؤمٍّل ادراكاً لـهـم الــهـممُ
إلا لـصـاحـبـهـا مِـنْ فـوقـِهـا قـدَمُ
وظلُّه إنْ خـــطـــا صرفُ الردی حَرمُ
عن انْ یُجاورهــا لم یـكـرمِ الـكـــرمُ
ولا انتزعَ الله الهدی عـزِّ نـصرِهِ
ورعی سوام الدینِ تــوفیرُ شكرهِ
باغراقِ مـنظـومِ الكلامِ ونـثـرهِ
جَـلانَ یرفلُ مِنْ نـعـمـاهُ فی حــُلل
مـنْ خـیـر هذاُ الوری لم یسمِ غیرَ علی
صفحه 34، 35، 36، 37، 38، 39.